الدولار يحافظ على قوته رغم قرار البنك الفيدرالي وقف رفع أسعار الفائدة
حافظ زوج يورو / دولار على استقراره هذا الأسبوع، حيث يتم تداوله ضمن نطاق ضيق فوق المستوى 1.0900 رغم توقع انخفاض كبير في سعر الدولار ترتكز هذه التوقعات والتي نشرتها تقارير متعددة على قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بوقف رفع أسعار الفائدة مؤقتا، و تجميدها عند مستوى 5% خلال شهر يونيو على الأقل. في خطوة أوقفت…
حافظ زوج يورو / دولار على استقراره هذا الأسبوع، حيث يتم تداوله ضمن نطاق ضيق فوق المستوى 1.0900 رغم توقع انخفاض كبير في سعر الدولار
ترتكز هذه التوقعات والتي نشرتها تقارير متعددة على قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بوقف رفع أسعار الفائدة مؤقتا، و تجميدها عند مستوى 5% خلال شهر يونيو على الأقل. في خطوة أوقفت أكثر من سنة كاملة من الرفق المستمر في سعر الفائدة على السندات الأمريكية.
الحفاظ على قيمة الدولار و قوته في سوق تداول العملات أونلاين على مدى السنة الماضية كان من بين النتائج الثانوية لقرارات رفع نسب الفائدة المتتالية و التي اتخذها البنك الفدرالي بصفة منتظمة. و التي كانت تهدف أساسًا للحد من الارتفاع الكبير في نسب التضخم الذي شهده الاقتصاد الأمريكي بعد أزمة كورونا.
لماذا قرر البنك الفدرالي وقف رفع أسعار الفائدة؟
بغض النظر عن حالة الدولار و قيمته في سوق تداول العملات أونلاين مقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى. فقد برر البنك الفدرالي قراره بوقف رفع نسب الفائدة ببداية ظهور علامات تعافي الاقتصاد الأمريكي، و ملاحظة استقرار نسب التضخم و التي كثيرًا ما أرقت العالم نظرا لاعتماد التجارة العالمية بكاملها على استقرار الدولار.
لكن بعض المحللين الاقتصاديين يرون أن قرار وقف رفع نسب الفائدة له دوافع أخرى. عادة لا يغير البنك الفدرالي أيا من سياساته حتى يبدأ بملاحظة نتائجها السلبية و التي كانت في هذه الحالة بداية انهيار مجموعة من البنوك الأمريكية و حتى الأوروبية، في سيناريو ذكر الجميع بكابوس أزمة 2008.
ما هي العوامل التي تحافظ على سعر الدولار؟
استمرار الدولار في الارتفاع جاء معاكسًا للتوقعات، و التي كانت تنتظر تحركات كبيرة خاصة في زوج يورو/دولار و الذي شهد عودة الدولار لمستواه السابق لإعلان وقف رفع نسبة الفائدة بعد الانخفاض الطفيف الذي شهده نهاية الأسبوع الماضي.
رغم قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بعدم رفع أسعار الفائدة، إلا أنه أشار إلى إمكانية رفع تكاليف الاقتراض قد بما يصل إلى ما يقارب 50 نقطة بحلول نهاية العام وهو ما دفع سوق التداول إلى توقع زيادة أخرى بمقدار 25 نقطة في يوليو. أي أن توقعات ارتفاع تكاليف الاقتراض في الأشهر القادمة غطت بنجاح على التأثير السلبي لقرار البنك الفدرالي الأخير.
علاوة على ذلك، يرى المحللون أن الدولار الأمريكي استفاد من سمعته بصفته ملاذا آمنا لحماية الاستثمارات، مقارنة بما تشهده حاليًا أسواق الأسهم من انخفاض مستمر و تقلبات تقلل من ثقة المستثمرين و ترفع من مخاوف دخول الاقتصادي العالمي في حالة انكماش، لا سيما في الصين، خاصة بعد قرار هذه الأخيرة تفعيل حُزْمَة تحفيز واسعة لتعزيز الدعم الاقتصادي. هذه الحالة من الخوف وعدم الاستقرار ساهمت في الحفاظ على استقرار زوج اليورو / الدولار الأمريكي.
ردة فعل البنك المركزي الأوروبي
الجانب الأوروبي من المعادلة ساهم أيضا بشكل كبير في تخفيف آثار قرار الفيدرالي الأمريكي و ساهم في الحفاظ على المستوى الحالي لتداول زوج يورو / دولار. البنك المركزي الأوروبي اتخذ قرارًا حازمًا الأسبوع الماضي تمثل في رفع أسعار الفائدة للمرة الثامنة على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 22 عامًا. و أشار إلى أن هذا القرار يهدف أساسًا لتحقيق هدف التضخم على المدى المتوسط بنسبة 2٪ في منطقة اليورو. و يأتي ذلك بعد تعديل توقعات التضخم لهذا العام صعودًا إلى 5.1٪ من 4.6٪ و هو ما يشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي لم ينته من سياسته التشديدية و التي تعزز من النَّظْرَة الإيجابية تجاه الاقتصاد الأوربي و تدعم وضعية اليورو في أسواق التداول.
توقعات المستقبل القريب
أظهر المتداولون ترددًا في اتخاذ قرارات شراء أو بيع كبيرة، واختاروا الانتظار على الهامش قبل شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس التي استمرت يومين والتي بدأت يوم الأربعاء. يتابع المشاركون في السوق عن كثب تعليقات الأعضاء المؤثرين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة للحصول على مؤشرات تتعلق بالمسار المستقبلي لأسعار الفائدة، التي ستلعب دورًا حاسمًا في دفع الطلب على الدولار الأمريكي وتحديد اتجاه زوج اليورو / الدولار الأمريكي على المدى القريب. زيادة على ذلك، سيراقب المستثمرون عن كثب إصدار بيانات مؤشر مديري المشتريات من منطقة اليورو والولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ماذا ينتظر يورو/دولار على المدى المتوسط
رغم العقبات الحالية، يحافظ الاستراتيجيون في بنك جولدمان ساكس على توقعات نهاية العام لليورو عند 1.10، مع توقع إمكانية إجراء تعديلات طفيفة. يقول تريفيدي رئيس قسم الفوركس في غولدمان ساكس: “نرى أن المخاطر على المدى القريب تتجه تدريجيًا فى منحى تنازلي بعد الارتفاع الأخير، ونعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتجمع الظروف المحفزة لتحرك اليورو صعوديًا بشكل مستدام”. ويضيف تريفيدي: “نعرض توقعاتنا لزوج اليورو / الدولار الأمريكي إلى 1.07 و 1.10 و 1.12 في 3 و 6 و 12 شهرًا القادمة”.
يرى المحللون في غولدمان ساكس أن المستثمرين يبحثون عن فرص للتحوط ضد التضخم المستمر والمعدلات المرتفعة. و حدد المحللون مجموعة من استراتيجيات الاستثمار التي قد يلجأ إليها المستثمرون في المدّة القادمة. و التي تتمحور حول تجنب الدولار و اللجوء إلى أزواج أخرى تجمع اليورو بعملات أوروبية أخرى أكثر استقرارًا.
“بالنسبة لسيناريو المعدلات المرتفعة، نكرر توصياتنا التداول على زوج EUR / SEK، مستهدفًا 12.00، لأننا نعتقد أن السويد تواجه وضعية أكثر صعوبة نظرا لكون اقتصادها أكثر حساسية للقرارات السياسية و يتأثر بشدة بوضعية قطاع الصناعة.” يقول تريفيدي. ويضيف: ” على المستثمرين التفكير في شراء الفرنك السويسري للاستفادة من خصائصه المميزة و المقاومة للتضخم”.